لفلي سمايل

أوجه المعاشرة

تاريخ الإضافة : 18-10-1427 هـ

- للمعاشرة أوجه‏:‏ فللمشايخ والأكابر‏:‏ بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم‏.‏

- وللأقران والأوساط‏:‏ بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام ما لم يكن إثماً‏.‏

 

- وللمريدين والأصاغر‏:‏ بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم وآداب السنة وأحكام البواطن والهداية إلى تقويمها بحسن الأدب‏.‏

- ومنها الصفح عن عثرات الإخوان وترك تأنيبهم عليها‏.‏

 

- قال الفضيل بن عياض‏:‏ ‏( ‏الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان‏ )‏ فكما يجب على العبد الأدب مع سيده يجب عليه معاشرة من يعينه عليه‏.‏

- قال بعض الحكماء‏:‏ ‏( ‏المؤمن طبعاً وسجية ‏)‏ , وقال ابن الأعرابي‏:‏ ‏( ‏تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم‏ )‏‏.‏

 

- وواجب على المؤمن أن يجانب طلاب الدنيا فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها وذلك يبعده عن نجاته ويقظته عنها ويجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة ولذلك قال ذو النون لمن أوصاه‏:‏ ‏(‏عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك وتعينك رؤيته على الخير ويذكرك مولاك‏ )‏‏.‏

 

* موافقة الإخوان:

- ومنها قلة الخلاف للإخوان ولزوم موافقتهم فيما يبيحه العلم والشريعة‏.‏

- فقد قيل‏:‏ ‏( ‏موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم‏ )‏‏.‏

- الحمد على الثناء ومنها أن يحمدهم على حسن ثنائهم وإن لم يساعدهم باليد.‏

 

- قال علي رضي الله عنه‏:‏ ‏( ‏من لم يحمل أخاه على حسن النية لم يحمده على حسن ترك الحسد ), ومنها ألا يحسدهم على ما يرى عليهم من آثار نعمة الله بل يفرح بذلك ويحمد الله على ذلك كما يحمده إذا كانت عليه فإن الله تعالى ذم الحاسدين على ذلك بقوله‏:‏ ‏( ‏أَم يَحسُدُونَ الناسَ عَلى ما أتَاهُمُ اللَهُ مِن فَضلِهِ‏ )‏, وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏( ‏لا تحاسدوا‏ ..)‏‏ صحيح مسلم.‏

- عدم المواجهة بما يكره ومنها ألا يواجههم بما يكرهون فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك‏.‏

 

* ملازمة الحياء:

- ومنها ملازمة الحياء في كل حال لقوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏ الإيمان بضع وستون شعبة . فأفضلها قول لا إله إلا الله . وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان ‏)‏‏. صحيح مسلم.

وقال‏ عليه الصلاة والسلام:‏ ‏( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار )‏‏ سنن الترمذي.‏

- ومن المعاشرة صدق المروءة وصفاء المحبة فإنها لا تتم إلا بهما‏.‏

 

* إظهار الفرح والبشاشة:

- ومنها بشاشة الوجه ولطف اللسان وسعة القلب وبسط اليد وكظم الغيظ وترك الكبر وملازمة الحرمة وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأخوتهم‏.‏

- صحبة العالم العاقل ومنها ألا يصحب إلا عالماً أو عاقلاً فقيهاً حليماً‏.‏

- قال ذو النون رحمة الله عليه‏:‏ ‏( ‏ما خلع الله على عبدٍ من عبيده خلعةً أحسن من العقل ولا قلده قلادةً أجمل من العلم ولا زينه بزينةٍ أفضل من الحلم وكمال ذلك التقوى ‏)‏‏.‏

 

* سلامة القلب وإسداء النصحية:

- ومنها سلامة قلبه للإخوان والنصحية لهم وقبولها منهم لقوله تعالى‏:‏ ‏( ‏إِلّا مَن أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليمٍ‏ )‏‏.‏

- وقال السقطي رحمه الله‏:‏ ‏( ‏من أجل أخلاق الأبرار سلامة الصدر للإخوان والنصيحة لهم )‏‏.‏

- ومنها ألا يعدهم ويخالفهم فإنه نفاق‏.‏ قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا وعد أخلف‏ )‏‏. صحيح البخاري.

- وقال الثوري رحمه الله‏:‏ ‏( ‏لا تعد أخاك وتخلفه فتعود المحبة بغضة‏ )‏‏.‏

- وأنشدوا‏:‏

يــا واعِــداً أَخـلفَ فـي iiوَعـدِهِ      ما الخُلفُ مِن سيرَةِ أَهلِ الوَفا
مـــا كــانَ مــا أَظـهَـرتَ مِــن      وُدِّنـا إِلّا سِـراجاً لاحَ ثُمَ iiاِنطَفا

 

* صحبة الوقور:

- ومنها صحبة من يستحيا منه ليزجره ذلك عن المخالفات.‏

- وقال أحمد بن حنبل رحمه الله‏:‏ ‏( ‏ما أوقعني في بلية إلا صحبة من لا أحتشمه‏ )‏‏.‏

 

* الإخلاص في الصحبة:

- ومنها أن يراعي في صحبة أخوانه صلاحهم لا مرادهم ودلالته على رشدهم لا على ما يحبونه‏.‏

- قال أبو صالح المزي رحمه الله‏:‏ ‏(‏ المؤمن من يعاشرك بالمعروف ويدلك على صلاح دينك ودنياك والمنافق من يعاشرك بالمماذعة ويدلك على ما تشتهيه والمعصوم من فرق بين ترك الأذى ).

- ومنها ألا تؤذي مؤمناً ولا تجاهل جاهلاً.‏

- وقال الربيع ابن خيثم رحمه الله‏:‏ ‏( ‏الناس رجلان مؤمن فلا تؤذه وجاهلٌ فلا تجاهله ‏)‏‏.‏

- حسن العشرة ومنها مطالبة الإخوان بحسن العشرة حسب ما يعاشرهم به لقوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏ لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ( أو قال لأخيه ) ما يحب لنفسه ‏)‏‏. صحيح مسلم.

- قال الحكيم‏:‏ ‏(‏ صفوة العشرة للخلق رضاك عنهم بمثل ما تعاشرهم به‏ )‏‏.‏

- وقال أبو بكر بن عياش رحمه الله‏:‏ ‏( ‏اطلب الفضل بالإفضال منك فإن الصنيعة إليك كالصنيعة منك ‏)‏‏.‏

- وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ ‏( ‏ثلاث يصفين لك ود أخيك‏:‏ أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه ‏)‏‏.‏

 

* حسن الظن:

- ومنها حمل كلام الإخوان على أحسن الوجوه ما وجدت ذلك‏.‏

- قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه‏:‏ ‏( ‏كتب إلي بعض إخواني من الصحابة أن ضع أمر أخيك على الأحسن ما لم تغلب ‏)‏‏.‏

 

* معرفة أسماء الإخوان وأنسابهم:

- ومنها معرفة اسم الإخوان واسم آبائهم لئلا تقصر في حقوقهم فقد.

 

* مجانبة الحقد:

- ومنها مجانبة الحقد ولزوم الصفح والعفو عن الإخوان‏.‏

- قال هلال بن العلاء‏:‏ ‏(‏ جعلت على نفسي ألا أكافئ أحداً بشرٍ ولا عقوقٍ اقتداءً بهذه الأبيات‏:‏

لـما عفوت ولم أحقد على iiأحد      أرحت نفسي من هم iiالعداوات
إنـي أحـيي عـدوي عند iiرؤيته      لأدفــع الـشـر عـني iiبـالتحيات
لـمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى iiأَحَدٍ      أَرَحتُ نَفسِيَ مِن غَمّ العَداواتِ
إِنّـي أُحـيّي عَدَوِّي حينَ iiرُؤيَتِهِ      لِأَدفَــعَ الـشَـرَّ عَـنّـي iiبِـالتَحيّاتِ
وأَظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ iiأَبغِضُهُ      كَـأَنَّهُ قَـد حُـشيَ قَـلبي iiمَسَرّاتِ

وأبياتُ أخرى:

وَمَـن لَـم يُـغمّض عَـينَهُ عَن iiصَديقِهِ      وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهُوَ عاتِبُ
وَمَـن يَـتَتَبَّع جـاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ iiيَجِدها      وَلا يَــسـلَـم لَــــهُ الــدَهــرَ صــاحِـبُ

- حفظ العهد ومنها ملازمة الأخوة والمداومة عليها وترك الملل.

- وقال محمد بن واسع‏:‏ ‏( ‏وليس لملولٍ صديقٌ ولا لحاسدٍ غناءٌ ‏)‏‏.‏

 

* إقلال العتاب:

- ومنها الإغضاء عن الصديق في بعض المكاره كما قال الشاعر‏:

صَبَرتُ عَلى بَعضِ الأَذى خَوفَ كُلِّهِ      وَدافَـعـتُ عَـن نَـفسي بِـنَفسي iiفَـعَزَّتِ
فَــيـا رُبَّ عِـــزّ ســـاقَ لِـلـنَّفسِ iiذُلَّـهـا      وَيــــا رُبَّ نَــفــسٍ بِـالـتَـذلُّـلِ عَـــزَّتِ
وَجَـرَّعـتُها الـمَـكروهَ حَـتّى iiتَـجَرَّعَت      وَلَـــو لَـــم أُجَـرِّعـها كَــذا لاشـمَـأَزَّتِ

وقال أخر:

أُغمِّضُ عَيني عَن صَديقي تَجَسُّماً      كَـأَنّي بِـما يَـأتي مِـن الأَمـرِ جاهِلُ

وقال أخر:

ِذا كُـنـتَ فــي كُــلِّ الأُمــورِ مُـعـاتِباً      صَـديـقَكَ لَــم تَـلـقَ الَّــذي لا iiتُـعاتِبُه
فَــعِــش واحِــــداً أَو صِـــل iiأَخـــاكَ      فَـإِنَّـهُ مُـقـارِفُ ذَنـبٍ مَـرَّةً وُمُـجانِبُه
إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى      ظَـمِئتَ وَأَيُّ الـناسِ تَـصفو iiمَشارِبُه

- ترك الاستخفاف ومنها ترك الاستخفاف بأحد من الخلق ومعرفة كل واحد منهم ليكرم على قدره‏.‏

- قال ابن المبارك‏:‏ ‏( ‏من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته‏ )‏‏.‏

 

* ملازمة الصديق:

- ومنها ألا تقطع صديقاً بعد مصادقته ولا ترده بعد قبول‏:‏

لا تَـمدَحَنَّ اِمـرأً حَتّى iiتُجرِّبَهُ      وَلا تَـذُمَّنَّهُ مِـن غَـيرِ iiتَجريبِ
فَإِنَّ حَمدَكَ مَن لَم تَبلُهُ سَرَفٌ      وَإِنَّ ذَمَّـكَ بَـعدَ الحَمدِ iiتَكذيبُ

- والناس ثلاثة‏:‏ معرفة وأصدقاء وإخوان فالمعرفة بين الناس كثيرة والأصدقاء عزيزة والأخ قلما يوجد‏.‏

- ومنها التواضع للإخوان وترك التكبر عليهم‏.‏

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، و لا يـبغي أحد على أحد‏ )‏‏ السلسلة الصحيحة.

 

من كتاب آداب العشرة وذكر والصحبة والأخوة

لأبو البركات الغزني

 

مع التحية لـ

ll7arb

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (4)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

omaima

ما أجمل الكلمات .. شكرا جزيلا.

عبد الحفيظ محمد- حلوان

جزاكم الله خيرا على تلك الكلمات القيمة والرائعة وجعلها الله فى ميزان حسناتنا والسلام عليكم ورحمة الله.

أم الجدايل

الله يجزيك كل خير

الهاوى

كل الشكر كلام رائع تحيـــاتى للجميـــع