لفلي سمايل

أهمية دور الشباب في نجاح الهجرة

تاريخ الإضافة : 3-4-1427 هـ

* علي بن أبي طالب (20 عاماً ) :

- قام علي بن أبي طالب بدور شديد الأهمية ، كان له عظيم الأثر في نجاح رحلة الهجرة النبوية الشريفة . شاب في مقتبل العمر و عنفوان الشباب يعرض حياته للخطر و يتقبل الموت المحقق بنفس رضية ، هذبها الإيمان و سما بها حب الله و رسوله ، فرخصت في سبيلهما الروح و الحياة .

 

- نام عليّ في فراش رسول الله في ليلة الهجرة ؛ إيهاماً لكفار قريش الذين تربصوا به يريدون قتله بأنه ما يزال نائماً . كانوا ينتظرون خروجه من بيته ليقتلوه ، و لكنهم كلما نظروا من باب البيت وجدوا علياً نائماً في الفراش مسجى بغطائه فيعتقدون أنه ما زال نائماً ... كان عليّ بن أبي طالب ، ذو العشرين عاماً أو أكثر قليلاً ، معرضاً لأن يكون هدفاً لتلك السيوف المشهرة .

 

- قام علي أيضاً بدور آخر ، و هو رد الودائع و الآمانات التي وضعها أهل مكة عند رسول الله  الذي لم يجدوا من دونه أميناً يستحفظونه ودائعهم ، و كانوا يلقبونه " الصادق الأمين " .

 

----------------------

 

* الفتاة المسلمة أسماء بنت أبي بكر الصديق ( 23 عاماً ) :

- من أبرز الأدوار التي ساهمت في نجاح الهجرة و حماية رسول الله و صاحبه الصديق في طريقهما الدور الذي قامت به أسماء بنت أبي بكر ... تلك الفتاة المسلمة الشابة التي كانت تخرج بالطعام و الشراب لتمد به رسول الله و أباها الصديق طوال الأيام الثلاثة التي قضياها في غار ثور .

 

- و لقد كان لأسماء أيضاً موقف يدل على مدى قوتها و تحملها الآلام و المشاق فداءاً لرسول الله ، و لنشر دعوة الإسلام . ذلك أنه عندما خرج رسول الله من بين المشركين المجتمعين على باب بيته وذرّ على رؤسهم التراب ، و جاء بعد ذلك من أخبرهم بخروجه و فشلهم في الإمساك به ذهب فرعون الأمة أبو جهل عمرو بن هشام إلى بيت أبي بكر ، و سأل أسماء ابنته : أين أبوكِ ؟ فقالت لا أعلم ، و أخفت عليه النبأ ، و لم تضعف أمام طغيانه و بطشه حتى أنه ـ لعنه الله ـ عندما يئس منها لطمها على وجهها لطمة انخلع منها قرطها .

 

- ربما نزداد دهشة من مواقف أسماء و حباً لها و تقديراً لدورها إذا علمنا أنها قامت بكل ذلك و هي في أواخر شهور الحمل ... إذ كان ولدها عبد الله بن الزبير بن العوام هو أول مولود يولد في الإسلام ، وولد بعد الهجرة ، و كان مولده نصراً آخر للمسلمين إذ كان اليهود يتهمونهم بأنهم لن يولد لهم ولد .

 

----------------------

 

* عبد الله بن أبي بكر الصديق ( جهاز المخابرات العامة ) :

- أحد الشباب الذين ساهموا في ذلك الحدث الهام الذي كان مولداً الإسلام و انتشار نوره عبر الآفاق . كان عبد الله يقوم بدور التسمع لما يدور في مجالس قريش و نواديهم ، و ما يقولونه حول رسول الله و صاحبه وما وصلوا إليه من تطورات ... ثم يأتي بعد ذلك إليهما في الغار ليخبرهما بما علم من ذلك . من المؤكد أن ذلك كان له عضيم الأثر في نجاح التخطيط و إحكام التدبير لتمام الهجرة على الوجه الآمن الذي يحمي رسول الله من أن يصيبه أذى أو ضر ممن يتربصون به .

 

----------------------

 

* عامر بن فهيرة ( راعي غنم أبي بكر الصديق ) :

- كان شاباً أيضاً ، و عندما نعلم دوره الذي أسهم به نعلم أنه كان عنصراً مكملاً في الحماية و التغطية للأدوار الباقية ، و تعمية مشركي قريش عما يبتغونه .

- كان عامر يخرج بغنمه و إبله للمرعى ، و بعد أن يتم له الرعي يمر في طريقه للعودة مصعداً إلى غار ثور ، حيث رسول الله و صاحبه يختفيان ؛ فيسقيهما من اللبن .

- كان يفعل ذلك بعد أن يذهب عبد الله بن أبي بكر أو أسماء إليهما ؛ لتمحو الإبل أثر السير فلا يستطيع مقتفو الأثر تتبعه . نفس الشئ كان يحدث في رحلة الرجوع عندما يخرج عبدالله أو أسماء فيمر بغمه و إبله خلف آثارهما .

 

----------------------

 

* الخلاصة :

- و ختاما .. أيها الشاب المسلم ، و قد رأيت ما قام به من هم في مثل عمرك .. عرضوا أنفسهم لأشد المخاطر ، للتعذيب و التنكيل و ربما الموت و القتل من مشركي قريش لو انكشف أمرهم أو علم أحد بما يفعلونه ، و لم يكن ذلك كله هو ما يؤرقهم و لا ما يخشونه ، و إنما الأمر الجلل العظيم عند انكشاف أمرهم هو تعرض حياة رسول الله  للخطر ، و تعرض الدعوة الإسلامية للوأد و الفناء قبل الظهور .. كان هذا هو الهدف الذي يسعى إليه المشركون .. و كان منع هذا الهدف هو ما يعمل له شبابنا باذلين النفس و العمر و الحياة .. و الشباب .

كيف .. كيف ؟‍‍‍‍!!

- ربما تعجب ، كيف استطاعوا السمو بنفوسهم إلى تلك الدرجات العلى و المراتب السامية ، غير آبهين بالصعاب و العقبات .. ألا فاعلم أنه الإيمان و الإسلام .. اتبعه ، و اسلك سبيله ، و اتركه يعمل في نفسك و حياتك و يترك فيهما أثره .. واللهِ ثم واللهِ.. لتصلنَّ إلى مثل هذه الدرجة التي تهون فيها حياتك و يهون في الشباب و متعه و كل شئ .. كل ذلك سيرخص في عينك ، ستجده لا قيمة له فداءاً لدينك و عقيدتك .. نصرةً له و تبليغاً لدعوته و إعلاءاً لشأنه .. مهما كان الثمن .

- قال تعالى : ( إنهم فتيةٌ آمنوا بربِّهم و زدناهم هدىً ).[ الكهف:13].

 

مع التحية لـ

R

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (2)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

علو

موقع ممتاز

أمينة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رائع ماسطرت يداك ياأخي عن هؤلاء الأبطال الشباب.أسأل الله العلي القدير أن يهدينا وشبابنا المسلم الى سبل الرشاد حتى نعيد بلادناالاسلامية خالدة مجيدة موحدة كما كانت..انه ولي ذلك والقادر عليه. كما أتقدم بأحر التهاني والتبريكات للأمة الاسلامية قاطبة بمناسبة عيد الفطر السعيد..أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات.