لفلي سمايل

الأمراء الأمويون...حقائق وعبر

تاريخ الإضافة : 28-3-1433 هـ

الباب الثاني: الدولة الأموية في الأندلس

 

الفصل الثاني: عهد الأمراء الأمويين

 

الأمراء الأمويون...حقائق وعبر

 

* لم تكد شمس الخلافة الأموية تأفل في المشرق العربي حتى أشرقت ثانية من الأندلس، فهم ملوك أبناء الملوك، وكأن تلك النفوس العظيمة لا تصلح إلا للخلافة، وتزداد الخلافة بهم حسناً وبهاءً.

 

فلم تك تصلح إلا له     ولم يك يصلح إلا لها

ولو لم تطعمه بنات قلوب     لزلزلت الأرض زلزالها

 

- ومع أن عهدهم كان عهد عز للأندلس لكن لم يكونوا جميعاً بنفس الدرجة من الكفاءة والحنكة، لذا نرى شمس حكمهم تسطع تارة وتكسف تارة أخرى، ولعل الفترة التي حكم فيها عبد الرحمن الداخل وحكم عبد الرحمن الناصر لم يكن فيها شخصيات تمتلك الكاريزما أو التأثير الذي كانا يتمتعان به، ولا جرت فيها تطورات خطيرة غيرت مجرى الأمور سوى بعض التطور الحضاري الذي مر ذكره، وأرى لزاماً على حين أحلل أحداث التاريخ وأستخرج منها العبر أن أقف مع فاجعة عظيمة وقعت في زمن الحكم بن هشام (الربضي) وهي:

* الثورة التي قام بها الربض (الطبقة الشعبية) ضد الحكم تستحق أن نقف معها لأنها لم تكن عن طمع أو اختلاف في الفكر والسياسية بل كانت ثورة شعبية عفوية وكان خطأ الحكم فيها من جهتين:

 

1- التمييز بين طبقات الشعب وإقصاء طائفة عن المشاركة الفاعلة في إدارة الدولة أو حتى التنعيم بثروتها وكان هذا هو الدافع للثورة والمؤجج لها.(التاريخ يعيد نفسه في وقتنا الحاضر).

2- حينما تمكن من إخماد الثورة والقضاء عليها قام بترحيل الربض جميعاً وإخراجهم من الأندلس!! وحينما نطالع التاريخ نجد أن بعض الولاة أو الحكام نفوا رجلاً أو أكثر لسبب أو الآخر، لكن أن ينفي حاكم شعباً بأكمله يدين بدينه، ويهجرّ طائفة عن بكرة أبيها، فمن أعطاه الحق بذلك؟ ومن ملّكه أرض المسلمين حتى يبعد عنها أصحابها؟!

 

- إن هذا هو الاستبداد والاستبعاد الذي قاتل الإسلام لمحوه وجاء لإلغائه، ولئن كان الحكم أول حاكم بدأ بذلك فقد تفنن حكام جاؤوا من بعده باضطهاد طوائف وجماعات من شعوبهم، وما الجرائم والتنكيل الذي مورس ضد جماعات إسلامية معروفة وطوائف أخرى في بعض البلدان العربية ببعيد عن الذاكرة.

- وهذا الاستبعاد من الحكام هو الذي يولد العنف المضاد وينتج آراءّ متطرفة ويجعل البعض يرى الخروج على الحكام.

 

* إن إشارتنا إلى أخطاء الحكم بن هشام لا تغني تبرئة ساحة الربض ومن ساعدهم وأغراهم بالثورة عليهم، فإن الخروج على الحاكم -وإن انحرف- من أكبر المفاسد التي تعصف بالبلاد وتجرها نحو الدمار، خصوصاً حينما يكون الخروج بطريقة المواجهة المباشرة التي يكون عامة الشعب فيها هم وقود المعركة، فيكثر القتل ويعم الدمار.

- وفي التاريخ شواهد كثيرة على ذلك، وكأني بحوادث التاريخ توجه نداء إلى الحكام أن يلتفتوا إلى شعوبهم ويحفظوا حقوقهم ويوسعوا مشاركتهم ليحفظوا حكمهم من التزعزع.

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (1)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

عبدالله

دائماً نمجد الفتح الأندلسي لكن نصدم بأن الحكم لم يكن إلا مستبد وراثي مقيت ودخول حب السلطه والمال الى قلوبهم من اوسع ابوابها ’ ولم تكن الحروب الا من اجل بسط النفوذ ، عهدُ كله خيانات وانقلابات وثورات شعوب وطائف أضدهدت وقتلت