لفلي سمايل

انتشار الإسلام - الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

تاريخ الإضافة : 17-12-1434 هـ

أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))

 

القسم الأول ((التاريخي))

أولاً:

مكة المكرمة والمشاعر المقدسة

 

الباب الرابع:

الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

 

* انتشار الإسلام:

- قال تعالى:( يُريدُونَ ليُطفئُوا نُورَ الله بأَفَوِاهِهمْ والله مُتُّم نُوِرِه وَلو كرهَ الكَاِفُرون * هُوَ الذَّيِ أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدىَ وَدينِ الحَقِ ليُظهرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلّه وَلَو كَرهَ المُشركونَ ) البقرة: 198.

- وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:( إنَّ الله َزوَى ليِ الأَرضَ, فَرَأيَتُ مَشَارقَهَا, وَمَغَاربَهَا, وَإنَّ مُلْكَ أُمَّتي سَيَبلُغُ ما زُويَ لي منهَا, وأُعطيتُ الكنْزَيَنْ الأحمَرَ والأبيَضَ, وإنّي سَألتُ رَبّي لأمَّتي أَنْ لا يُهْلكَهَا بَسنةٍ عَامَّةٍ, وَأنَ لا يُسَلّطَ عَلَيهم عَدُواً من ِسوىَ أنفُسهِم, فيَستَبيحَ بَيْضَتهُمْ, وَإنَّ رَبّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنّي إذاَ قَضَيِتُ قَضَاءً فَإنَّهُ لاَ يُرَدُّ, وإنّي أَعَطيتُكَ لِأمِتَّك أن لاَ أُهلكهُمْ بسَنَةٍ عاَمَّةٍ, وَأَن لاَ أُسَلّطَ عَلَيهمْ عَدُواًّ من سِوىَ أنُفسِهِم, يَستَبِيحُ بَيضَتُهْم, وَلَو اجتَمَع عَلَيهْم مَن بأَقطَارهَا ـ أو قَالَ مَن بَينَ أَقطَارهَا ـ حَتَّى َيكُونَ بَعضُهُم يُهِلكُ بَعْضاً, ويَسَبِي بعَضُهُم بَعْضاً ). رواه مسلم.

 

- إن حادثة انتشار الإسلام, ودخول الأمم فيه, هو تأكيد لوعد إلهي جاء في سياق الآية السابقة, والأجيال التي أتت بعد ذلك إلى يومنا هذا يفتخرون بهذا الفتح المبين لانتشار الإسلام, وتمتلئ قلوبهم سروراً به, ويدعون بالخير لمن كانوا سبب هذا الخير العظيم, ومن المعلوم أن انتشار الإسلام في بقاع الأرض ضمّ في إطاره الكثير من الأعراق, والشعوب, والبلاد, وكتب لهم تاريخاً جديداً, وبثّ الصلة بما كان قبله, ورتّب حياتهم على أساس الولاء للإسلام وحده, وكوّن من كل هذه الأعراق أمة واحدة تَتّفقُ في الاعتقاد, وفي التشريع المنظم للحياة الروحية, والمادية, وقد كان الإسلام هو السّمِة الأساسية لهذه الشعوب, والأعراق التي تكونت في رحابه, وتحت حكمه, وفي ظله, وعلى ضوئه قام المجتمع الإسلامي, والحضارة الإسلامية, وأصبحت اللغة العربية وعلومها, وآدابها تاجاً يتزين به كل عالم في هذه الأمة من العرب, أو من غيرهم, بل برز علماء من غير العرب ترجع إليهم الأمة في مختلف المعارف والآداب, وكانت الأعراق تشكل نسيجاً واحداً في أمة واحدة.

 

- إن الذين درسوا انتشار الإسلام يدركون أنه انتشر بالجهاد, كما انتشر بوسائل أخرى غير الجهاد, وإن الإسلام قد انتشر في شرق آسيا وجنوبها الشرقي عن طريق التُّجّار, والدعاة, وانتشر في إفريقيا عن طريق الدعوة, ولا تزال العائلات العربية تقطن تلك البقاع حتى يومنا هذا؛ لقد تميز سلوك المسلمين الأوائل بالصلاح والتقى بوضوح وجلاء؛ فقد حملوا هذه الدعوة بحرارة وقوة, هي صفة الإيمان العتيق, وببساطة وعفوية هي ميزة الخلق البعيد عن التعقيد, وصفة النفوس الجادة التي لا تنشغل بالترف ـ بكل أشكاله ـ عن الحقائق.

 

- وبانتشار الإسلام عبر قرونه التاريخية أصبحت حدود العالم الإسلامي ـ مترامية الأطراف ـ تمتد من المحيط (الأطلسي) إلى المحيط (الهادي), ومن بحر(الأسود) إلى (بحر العرب), ومن البحر ـ المتوسط ـ إلى المحيط (الهندي), ومن البحيرة ـ بيكال ـ إلى بحيرة (فكتوريا), بل دخل الإسلام أوروبا من الغرب, ومن الشرق, الأندلس, والبلقان, حيث كانت القاعدة في الأولى الشام الأموي, وفي الثانية الأناضول العثماني. هاتان البيئتان البحريتان التي توسع منهما الإسلام شمالاً. وهناك بيئتان بحريتان أخريان في الجنوب, توسع منهما الإسلام بحراً ـ عُمان إلى أفريقيا, واليمن إلى الهند الشرقية. وما بين الاثنتين بيئة قارية برية هي التي توسع منها عرب الجزيرة الداخلية؛ ليغطي قلب القارات في آسيا, وإفريقيا.

 

انتشار الإسلام - الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

 

انتشار الإسلام - الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

 

انتشار الإسلام - الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

 

* مدة الخلافة العباسية:

- قامت الدولة العباسية سنة 132هـ واستمرت حتى سنة 656هـ, وعندما غادر هاجم المغول الدولة العباسية بقيادة هولاكو دمر بغداد واسقط الخلافة العباسية وقتل آخر الخلفاء العباسيين (المستعصم) وبمقتله انتهت الدولة العباسية في بغداد. لذا درج المؤرخون على تقسيم هذه المرحلة التاريخية الطويلة إلى أربعة أدوار هي:

1- دور الخلفاء الأقوياء:

- ويبتدئ بتولي عبد الله بن محمد بن علي (أبو العباس السفاح) الخلافة سنة 132هـ وينتهي الدور بمقتل المتوكل سنة 247هـ. حيث أصبح القادة الأتراك مشرفين على إدارة الدولة, والمؤثرين على الخليفة.

2- دور نفوذ الأتراك:

- ويبتدئ منذ سنة 247هـ. إلى سنة 334هـ وفي هذا الدور انفصلت كثير من الولايات عن بغداد.

3- دور نفوذ بني بويه:

- ويبتدئ منذ سنة 334هـ إلى 447هـ وهم من الفرس الذين دعاهم لتخليصهم الخلفاء من سيطرة القادة الأتراك, وقد شجعوا الحركات الأدبية والعلمية

4- دور نفوذ السلاجقة الأتراك:

- ويبتدئ منذ سنة 447هـ إلى سنة 656هـ وقد دعاهم الخلفاء لتخليصهم من البويهيين وينسبون إلى سلجوق أحد زعمائهما في بلاد تركستان, وفي عصرهم تعرض العالم الإسلامي للغزوين الصليبي والمغولي.

 

انتشار الإسلام - الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

 

انتشار الإسلام - الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

 

انتشار الإسلام - الحج في صدر الإسلام حتى نهاية العصر المملوكي

 

* القرامطة وإيذاء الحجاج وسرقة الحجر الأسود:

1- بدأ عبد الله بن ميمون القداح رأس الأفعى القرمطية بنشر المبادئ الإسماعيلية في جنوبي فارس سنة 260هـ.

2- الفرج بن عثمان القاشاني المعروف ((بذكرويه)) أخذ يبث الدعوة سراً في العراق.

 

3- في سنة 278هـ نهض حمدان قرمط بن الأشعث؛ يبث الدعوة جهراً قرب الكوفة ثم بنى داراً سماها دار الهجرة وقد جعل الصلاة خمسين صلاة في اليوم.

4- استخلف ذكرويه ((الفرج ابن عثمان القاشاني))، أحمد ابن القاسم الذي بطش بقوافل التجار والحجاج وهُزِم في حمص وسيق ذكرويه إلى بغداد وتوفي سنة 294هـ.

 

5- التف القرامطة في البحرين حول الحسن بن بهرام ويعرف بأبي سعيد الجنابي, الذي سار سنة 283هـ إلى البصرة فهُزِم.

6- قام بالأمر بعده, ابنه سليمان بن الحسن بن بهرام ويعرف بأبي طاهر الذي استولى على كثير من بلاد الجزيرة العربية ودام ملكه فيها 30 سنة, ويعتبر مؤسس دولة القرامطة الحقيقي ومنظم دستورها السياسي الاجتماعي, بلغ من سطوته أن دفعت له حكومة بغداد الأتاوة.

 

7- من أعمال أبي طاهر الإرهابية, أنه فتك هو ورجاله بالحجاج حين رجوعهم من مكة ونهبوهم وتركوهم في الفقر حتى هلكوا.

8- هاجم القرامطة مكة عام 319هـ, وفتكوا بالحُجَّاج, وهدموا زمزم, وامتلأ المسجد بالقتلى, ونزعوا الكسوة, وقلعوا البيت العتيق, واقتلعوا الحجر الأسود, وسرقوه إلى الأحساء, وقيل إلى القطيف, وبقي الحجر هناك عشرين سنة إلى عام 339هـ, حيث تم استرداده في يوم النحر (عيد الأضحى) الموافق ليوم الثلاثاء من سنة 339هـ.

 

9- توفي سليمان ((أبو طاهر الجنابي)), فألت الأمور لأخيه الحسن الأعصم, الذي قوي أمره, واستولى على دمشق سنة 360هـ, ثم توجه إلى مصر, ودارت معارك له مع الخلافة العبيدية, لكن الأعصم ارتد, وانهزم القرامطة, وتراجعوا إلى البحرين.

- خلع القرامطة الحسن؛ لدعوته لبني العباس, أسند الأمر إلى رجلين هما جعفر, وإسحاق؛ اللذان توسعا ثم دار الخلاف بينهما, وقاتلهم الأصفر التغلبي الذي ملك البحرين وأنهى شوكتهم ودولتهم.

- مكثت الدولة القرمطية من عام 277هـ/890م, وحتى عام 470هـ/1078هم, وقد بدأت من جنوبي فارس, وانتقلت إلى سواد الكوفة, والبصرة, وامتدت إلى البحرين, واليمن, وسيطرت على رقعة واسعة من جنوبي الجزيرة العربية, والصحراء الوسطى, وعُمان, وخراسان. وقد دخلوا مكة واستباحوها, واحتلوا دمشق ووصلوا إلى حمص والسلمية. وقد مضت جيوشهم إلى مصر, وعسكرت في عين شمس قرب القاهرة, ثم انحسر سلطانهم,  وزالت دولتهم, وسقط آخر معاقلهم في البحرين.

 

* القرامطة: حركة باطنية هدامة تنتسب إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث, ويلقب بقرمط؛ لقصر قامته وساقيه, وهو من خوزستان في الأهواز, ثم رحل إلى الكوفة. وقد اعتمدت هذه الحركة التنظيم السري العسكري, وكان ظاهرها التشيع لآل البيت, والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق, وحقيقتها الإلحاد, والإباحية, وهدم الأخلاق, والفضاء على الدولة الإسلامية ممثلة بالخلافة العباسية.

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (1)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

warqaa younis

جازاك الله خيرا موضوع مهم