لفلي سمايل

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

تاريخ الإضافة : 28-7-1438 هـ

أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 

البــــــــاب الثـــالث:

خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 

الفصـــــل الأول:

فتــــــح العــــــراق

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

معركة البويب (النخيلة)

 

* معركة البويب (النخيلة):

1- القائد الفارسي؛ مهران الهمذاني، يخرج من المدائن إلى الحيرة.

 

2- القائد العام للقوات الإسلامية؛ المثنى بن حارثة يتحرك نحو البويب، بعد علمه بتحرك الجيش الفارسي.

 

3- جرير بن الله البجلي يتحرك بقواته صوب البويب.

 

4- عصمة الضبي يتحرك بجيشه إلى البويب.

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

المسلمون والفرس في معركة البويب

 

* ( أن العجم لما أذن لهم العبور نزلوا شوميا موضع دار الرزق هناك؛ فأقبلوا إلى المسلمين في صفوف ثلاثة مع كل صف فيل، ورجلهم ولهم فيلهم، وجاءوا ولهم زجل. فقال المثنى للمسلمين: إن الذي تسمعون فشل، فالزموا الصمت وائتمروا همساً. فدنوا من المسلمين وجاءهم من قبل نهر بني سليم نحو موضع نهر بني سليم – مشهور موقعه على عهد الطبري- فلما دنوا زحفوا، وصف المسلمون فيما بين نهر بني سليم اليوم وما وراءها ).

 

* لمحات من معركة البويب:

- ( قال المثنى لذلك الرجل: ما يقال لهذه الرقعة التي نزلها مهران وعسكرة؟ قال: شوميا – وذلك في رمضان – فنادى في الناس: انهدوا لعدوكم، فتناهدوا، وقد كان المثنى عبى جيشه، فجعل على مجنبتيه مذعواًوالنسير، وعلى المجردة عاصماً، وعلى الطلائع عصمة، واصطف الفريقان؛ وقام المثنى فيهم خطيباً؛ فقال: إنكم صوام؛ والصوم مَرَقّة ومضعفة؛ وإني أرى من الرأي أن تفطروا من ثم تقووا بالطعام على قتال عدوكم. قالوا: نعم، فأفطروا؛ فأبصر رجلاً يستوفر ويستنتل من الصف، فقال: ما بال هذا؟ قالوا: هو ممن فر من الزحف يوم الجسر، وهو يريد أن يستقتل، فقرعه بالرمح، وقال: لا أبا لك! الزم موقفك، فإذا أتاك قرنك فأغنه عن صاحبك ولا تستقتل، قال: إني بذلك لجدير، فاستقر ولزم الصف ).

 

- لما خرج المثنى طاف في صفوفه يعهد إليهم عهده، وهو على فرسه الشموس- وكان يدعى الشموس من لين عريكته وطهارته، فكان إذا ركبه قاتل: وكان لا يركبه إلا لقتال ويدعه ما يكن قتال- فوقف على الرايات راية يحضضهم، ويأمرهم بأمره ويهزهم بأحسن مافيهم، تحضيضاً لهم، ولكلهم يقول: إني لأرجو ألا تؤتى العرب اليوم لنفسي شيء إلا هو يسرني لعامتكم؛ فيجيبونه بمثل ذلك. وأنصفهم المثنى في القول والفعل، وخلط الناس في المكروه والمحبوب؛ فلم يستطع أحد منهم يعيب له قولاً ولا عملاً.

 

- ثم قال: إني مكبر ثلاثاً فتهيؤوا؛ ثم احملوا مع الرابعة، فلما كبر أول تكبيرة أعجلهم أهل فارس وعاجلوهم فخالطوهم مع أول تكبيرة، وركدت حربهم ملياً، ... وقف المثنى عند ارتفاع الغبار؛ حتى أسفر الغبار، وقد فني قلب المشركين، والمجنبات قد هز بعضهم بعضاً، فلما رأوه وقد أزال القلب، وأفنى أهله، قويت المجنبات المسلمين – على المشركين، وجعلوا يردون الأعاجم على أدبارهم، وجعل المثنى والمسلمون في القلب يدعون لهم بالنصر، ويرسل عليهم من يذمرهم، ويقول: إن المثنى يقول: عاداتكم في أمثالهم، انصروا الله ينصركم؛ حتى هزموا القوم.

 

- قال ربعي بن عامر بن خالد: كنت مع أبي يوم البويب – قال وسمي البويب يوم الأعشار – أحصي مائة رجل، قتل كل رجل منهم عشرة في المعركة يومئذ، وكان عروة بن زيد الخيل من أصحاب التسعة، وغالب في بني كنانة من أصحاب التسعة، وعرفجة في الأزد من أصحاب التسعة. وقتل المشركون فيما بين السكون اليوم إلى شاطئ الفرات، ضفة البويب الشرقية؛ وذلك أن المثنى بادرهم عند الهزيمة الجسر، فأخذه عليهم، فأخذوا يمنة ويسره، وتبعهم المسلمون إلى الليل، ومن الغد إلى الليل، وندم المثنى على أخذه بالجسر، وقال: لقد عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر وقطعه؛ حتى أخرجتهم؛ فإني غير عائد ؛ فلا تعودوا ولا تقتدوا بي أيها الناس، فإنها كانت مني زلة لا ينبغي إحراج أحد إلا من لا يقوى على امتناع. ومات أناس من الجرحى من أعلام المسلمين.

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

ملاحقة فلول الجيش الفارسي المنهزم بعد البويب

 

* ملاحقة فلول الجيش الفارسي المنهزم بعد البويب:

1- المثنى يحث المسلمين بملاحقة الفرس؛ فيخرج منهزمو يوم الجسر وعددهم 3000 مقاتل إضافة إلى 2000 من بجيلة.

 

2- القوات الإسلامية تصيب الكثير من الغنائم الفارسية؛ من سبي وبقر وأنواع أخرى من الغنائم، وتعود إلى الحيرة سالمة غانمة.

 

3- المثنى بن حارثة؛ يبعث بثلاثة أرباع الغنائم إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة.

 

4- قال الطبري: لما أهلك الله مهران استمكن المسلمون من الغارة على السواد فيما بينهم وبين دجلة فمخروها، لا يخافون كيداً، ولا يلقون فيها مانعاً، وانتقضت مسالح العجم، فرجعت إليهم؛ واعتصموا بساباط، وسرهم أن يتركوا ما وراء دجلة.

 

5- المثنى بن حارثة؛ يستخلف بشير بن الخصاصية على الحيرة، ويوجه جرير بن عبد الله إلى ميسان، بمنطقة العمارة.

 

6- المثنى بن حارثة؛ يرسل هلال بن علفة التيمي إلى دست ميسان(الأبلة).

 

7- المثنى بن حارثة؛ يوجه المزيد من القوات إلى مختلف مناطق سواد العراق، بقيادة عصمة ببن فلان الضبي، والكلج الضبي، وعرفجة بن هرثمة البارقي، وآخرين.

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

الغارة على سوق الخنافس

 

* الغارة على سوق الخنافس:

1- المثنى؛ يخرج في بني شبيان وبني عجل متجهاً إلى أليس تمويهاً على العدو.

 

2- المثنى؛ ينطلق من أليس متخذاً طريق الصحراء للوصول إلى سوق الخنافس.

 

3- المثنى؛ يغير على الخنافس وينسف السوق وما فيه، ثم يسير مسرعاً حتى طرق دهاقين الأنبار في أول النهار من نفسه.

 

4- المثنى؛ يوصل زحفه على أسواق العدو ويطرق سوق بغداد.

 

- قال الشاعر:

صبحنا بالخنافس جمع بكر       وحياً من قضاعة غير ميل

 

بفتيان الوغى من كل حي         تباري في الحوادث كل جيل

 

أبدنا دارهم والخيل تردى           بكل سميدع سامي التليل

 

نسفنا سوقهم والخيل روة         من التطواف والشر البخيل

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

الإغارة على سوق بغداد

 

- ذكر ياقوت أن أهل الحيرة قالوا للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلدان يقال لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على البر حتى أتى الأنبار، فتحصن فيها أهلها منه، فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلمه بما يريد وجعل له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال له:

أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلاء فيدلوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وكان قد قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء، فسار حتى وافى السوق ضحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكره غانماً موفوراً، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر بغداد قبل أن يصرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

منمنة تاريخية تعكس صورة الحياة التجارية داخل الحوانيت القديمة في أسواق بغداد

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

بغداد من الفضاء الخارجي

 

المسلمون والفرس في معركة البويب + الغارة على سوق الخنافس وعلى سوق بغداد

تجار عرب يعرضون بضائعهم في السوق

مواضيع ذات صلة

معركة نهاوند - فتح الفتوح أطلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه معركة نهاوند - فتح الفتوح

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (0)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..