لفلي سمايل

العصبي + قطوف + وتكفي هذه الرحمة + وقفة تدبر

تاريخ الإضافة : 13-7-1430 هـ

العصــبي

 

* الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً عندما نتحدث عن الشخص العصبي أننا كأقرباء وأصدقاء لهذا الشخص العصبي نصنع أكثر من 50% من عصبيته.

- قد يتساءل البعض كيف يكون ذلك ؟ وهو الذي ينفجر غضباً ولأتفه الأسباب في أحيان كثيرة?

 

- الإجابة عن ذلك في منتهى البساطة. إننا لا نفتأ نذكر دائماً أمامه بأنك ( عصبي.. عصبي.. عصبي ) بمناسبة وغير مناسبة، حتى يصبح من روتينه اليومي أن يسمع هذه الكلمة، وإذا لم نستخدم هذه الكلمة بعينها استخدمنا جملاً أخرى مثل: ( أنت سريع الانفعال ) ( لن أتحدث في هذا الموضوع حتى لا تنفعل ) وما إلى هذه الجمل والعبارات التي تصف هذا الشخص بالعصبية فمَ الذي يحدث ؟

إنه يصبح دائما على حافة الانفجار مهيأً لكي ينفجر. فكل إعداده يقول: إنه عصبي غير قادر على التعامل مع الضغوط فلماذا يحاول أن يتحكم في أعصابه مادام الجميع يعلم عنه هذه العصبية، فلا حاجة للمحاولة لأنها ستكون غير مجدية قطعاً ( فأنا عصبي هكذا أعرف عن نفسي وهكذا يخبرني الجميع - سأحاول وسأفشل فلا داعي للمحاولة إذن فأنا عصبي ولا أجيد من الفنون إلا الانفجار فلن أحاول بل سأدع مشاعري تنفجر فهذا ما أجيد !! ).

 

- وهكذا نكون قد صنعنا الـ 50% من عصبية هذا الشخص عندما جعلناه مهيئا ذهنياً للانفجار، ولذا فإن الخطوة الأولى للتعامل مع هذا الشخص العصبي هي ألا نجعله في هذا الوضع الذهني السلبي. وذلك بكل بساطة بالامتناع عن ذكر طبيعته العصبية أمامه باستمرار بل من الأفضل أن نتعلم كيف نمتنع عن استخدام هذه الكلمة لوصفه في أي حالة من الأحوال, عندها نكون قد تخطينا الـ50% من المشكلة, وبقي النصف الآخر الذي سنتعرف على كيفية التعامل معه في الموضوع..

وقد أجريت عدة تجارب في المعاهد المتخصصة تثبت أن مجرد الإيحاءات والكلمات يمكن أن تصنع نمط الشخصية التي أمامنا, والعجيب أن جميع الدراسات تؤكد أن هذا التأثير الخارجي في تصرفات الإنسان مستمر على الدوام, وهكذا فإن كلمة ( أنت عصبي ) قد تكون كافية لإحداث تأثير مباشر على تصرفات الشخص الذي أمامنا.

 

* التعامل مع سريعي الانفعال:

* أما الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الشخص سريع الانفعال فهي:

- عدم الاستمرار في مناقشة الموضوع نفسه عندما تبدأ ظواهر الانفعال في الظهور لديه, وهذا لا يعني إطلاقا أن نقبل كل ما يصدر عنه رغبة في تجنب انفعاله, ولكن المقصود هنا إرجاء المناقشة لوقت آخر.

- معرفة الوسيلة التي يفضلها في النقاش, فهؤلاء الأشخاص - في الغالب - لا يفضلون سياسة الأمر الواقع, والتي هي أصلا عادة سيئة في الحياة الزوجية, ولكنها غالبا ما تكون تحت تأثيرات أكثر سلبية مع الأشخاص الانفعاليين.

- لا يجب أن ننفعل مع انفعاله فهذا يزيد الأمر سوءا.

- اختيار الأوقات المناسبة للنقاش, فوقت الظهيرة وعند العودة من العمل من أسوأ الأوقات للنقاش وعرض الآراء, ولكن في وقت العصر وبعد الاستيقاظ من نوم القيلولة يكون الإنسان مستعدا للاستماع لرأي الآخر وللحوار.

 

- بهذه الأمور البسيطة نستطيع - بإذن الله - التخلص من العصبية المقيتة التي يمكنها أن تهدم, ويستحيل معها أن تبني شيئا خاصا فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية.

 


وتكفي هذه الرحمة ..!!

 

* أحبتي الكرام من منا لم يذنب في حياته أبداً ..؟!

- من منــا لم يعص الله ..؟!  والإجابة في غاية السهولة بالطبع ، فكلنا مذنبــون.. كلنـــا مقصـــرون .. وبالرغم من ذلك لا يأخذنا الله بذنوبنا .. إنه يمهلنا .. ألا تكفي هذه الرحمة ..؟!

 

أخوتي اقرأوا هذه الآية وانظروا إلى حالكم وتذكروا سنوات عمركم الماضية ، يقول تعالى: ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ).

- أظنكم الآن لا يسعكم إلا أن تقولوا: الحمدلله.

 

- أخي الحبيب .. إن الذنب الذي ارتكبته أمس ، أو الذي ارتكبته الأسبوع الماضي لو علمه أبوك وأمك ما غفروه لك ولكن الله غفور رحيم ..

يقول تعالى: ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) , ويقول تعالى: ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً ) , ويقول تعالى: ( وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ * إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ ).

 

- أحبتي إن الله لو أخذنا بذنوبنا ما ترك على الأرض أحداً ، ولكن رحمة بنا يمهلنا .. فنتوب ويغفر لنـا .. أما تحتاج هذه الرحمة لشكــر ؟ قال تعالى: ( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ).

 

عـمـــرو خـــالـــد

 


قطــوف

 

* حسن الأدب:

- قالوا: من حسن الأدب ألا تغالب أحداً على كلامه، وإذا سأل غيرك فلا تجب عنه، وإذا حدث بحديث فلا تنازعه إياه، ولا تقحم عليه حديثه، ولا تره أنك تعلمه، وإذا كلمك صاحبك فأخذته بحجتك، فحسّن مخرج ذلك عليه، ولا تظهر الظفر به، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام.

* * *

* علاج البعد عن الله:

- قال رجل لسفيان الثوري: أشكو مرض البعد عن الله ، فقال له: "عليك بعروق الإخلاص، وورق الصبر، وعصير التواضع، ضع ذلك كله في إناء التقوى، وصب عليه ماء الخشية، وأقد عليه نار الحزن، وصفه بمصفاة المراقبة، وتناوله بكوب الصدق، واشربه من كأس الاستغفار، وتمضمض بالورع وابعد نفسك عن الحرص والطمع تُشْف من مرضك بإذن الواحد الديان".

* * *

* أفضل الجهاد وأفضل المؤمنين:

- أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه.

- قدمتم خير مقدم: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مجاهدة العبد هواه.

- أفضل المؤمنين إسلاماً من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في الله عز وجل.

- وأفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره.

* * *

 

* عشرة أشياء:

- قال حكيم لابنه: يا بني، أوصيك بعشرة أشياء فاحفظها تسلم: لا تلاح حديداً (أي لا تجادل رجلاً صلباً شديداً)، ولا تشارك غيوراً، ولا تساكن حسوداً، ولا تجاور جاهلاً، ولا تناهض من هو أقوى منك، ولا تؤاخ مرائياً، ولا تكثر مجالسة النساء، ولا تصاحب بخيلاً، ولا تستودع سرك أحداً.

* * *

* للعبد موقفان:

- للعبد موقفان بين يدي الله تعالى: موقف بين يديه في الصلاة، وموقف بين يديه يوم لقائه، فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف، قال تعالى: ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ).

* * *

* اشــدد يديــك:

- يقول أبوالفتــــــح البســــتي:

زيادةُ المرءِ في دنياه نقصانُ

وربحه غير محض الخير خُسران

 

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم

فطالما استعبد الإنسان إحسانُ

 

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته

أتطلبُ الربح مما فيه خُسرانُ؟

 

أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

 

وكن على الدهرِ معواناً لذي أملٍ

يرجو نداك فإن الحرَّ مِعْوانُ

 

واشدْد يديك بحبل الله معتصماً

فإنه الركنُ إن خانتك أركانُ

 


وقفـة تــدبـّـر

العصبي + قطوف + وتكفي هذه الرحمة + وقفة تدبر

* قال تعالى: ( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ).

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (5)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..

يوسف عثمان

جزاكم الله خيرا

ابوحمزة

يعطيك العافيه اخوي علي هذا المجهود الطيب

هدى

جزائكم خيرا كثير و المزيد من الخير تسر بها النفس

ام النور

ما شاء الله بوركت بكم هذه الهمة والانتقاء المتميز قدما والى الامام .... لا تحرمونا المزيد من اعمالكم الا كثر من رائعة

سلوى

بارك الله فيكم .. حقا موضوعات جميله تسر القلب لما لها من وقع جميل على النفس