لفلي سمايل

نصوص من كنزا ربا ( الكتاب العظيم )عند الصابئة

تاريخ الإضافة : 6-8-1434 هـ

القســــــــم الأول الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية

 

الــديانــــــــــة الصــــــابئـــــــة

 

* نصوص من كنزا ربا ( الكتاب العظيم )عند الصابئة:

- كنزنا العظيم إرث المندائيين والبشر جميعاً كنز بما يحويه من مواعظ وحكم تحث البشر لأن يرتفعوا بذواتهم نحو العلا، حاثاً إياهم ليكونوا إخوة حافظين للعهد وبأن يكونوا مع بعض في السراء والضراء، مذكراً إياهم بأن أفضل وسيلة لصعودهم وهم أنقياء بأن لا ينسوا أن خالقهم واحد أحد، ويصلوا ويتباركوا ويصطبغوا ليتطهروا مما يعلق بهم من أدران عالمنا المادي ولتبقى نشمثا طاهرة نقية.

- في البوثة التالية يوضح لنا صاحب العزة العظيم ويأمرنا ألا نبدل في كلامنا وأقوالنا وأن نتجنب الكذب فيقول جل وعلا: (( أيها الكاملون والمؤمنون، أيها المؤمنون والكاملون؛ لا تبدلوا الكلام ولا تحبوا الكذب والآثام، لا تكنزوا الذهب والفضة؛ فالدنيا باطلة ومقتنياتها زائلة. لا تسجدوا للشيطان، ولا تعبدوا الأصنام والأوثان؛ من سجد للشيطان فمصيره النار، بئس المنتهى و بئس القرار. خالداً فيها إلى يوم الدين)) صدق رب العزة والكمال.

 

- أن أول ما يطالعنا في البوثة قول الله العظيم (( أيها الكاملون، والمؤمنون.. أيها المؤمنون والكاملون، فكم هو عظيم ورائع هذا القول الكريم فسبحانه يصفنا بأننا الكاملون وسبحانه يعلم علم اليقين، أن لا كمال إلا لعزته لكن تقديراً لنا نحن أصحاب العقول المميزة، نحن الذين نؤمن والذين نجدّف، المملوءين حباً وكراهية، ليناً وقسوة، تسامحاً وحقداً وكل ما هو متناقض في هذه الحياة الفانية الزائلة تجده في ذواتنا وعقولنا.

- الرحمن يوصينا لكننا نأبى أن نصغي ونسمع ونغلق أنفسنا قبل آذننا؛ وهذه بداية لمسيرة الخطيئة التي لن تنتهي، وهنا يسجل البشر أول الخطايا. لا تبدلوا في الكلام وصية ربانية من عارف الحياة الينا نحن البشر الفانين، وصية الحكيم العليم الذي لا تخفى عليه خافية؛ فمن منا ثبت على كلامه ولم يبدل، ولم يحرف، ولم يحذف، ولم يضف، من منا صمد وظل على موقفه حين تشتد الخطوب!! ولا تحبوا الكذب والآثام سبحانك ربي يا من تسكن القلب والروح لأنك ـ يا من تقدست أسماؤه وتباركت صفاته ـ تدرك أن من ينزلق إلى هاوية ولا سبيل إلى خلاصه سوى ذلك العضو الصغير الذي يتلوى كالأفعى في فم صاحبه لن يتخلى عن صاحبه حين يجد صاحبه أنه محاصر ويكاد يختنق ولا مناص من استعمال أضعف الإيمان ليبتعد عن حبل المشنقة؛ فيدلى بالحقيقة... لكن ليس كل الحقيقة ! يعتقد البعض أن الكذب أيسر الطرق لكنهم لم يحسبوا لعواقب الامور حساباً؛ فكل ما نقوم به نجزى به أو نعاقب عليه؛ أذن لنعمل صالحاً وخيراً عسى أن نجد الراحة والطمأنينة وأن ننام ملء العيون لأننا لن نشعر بالراحة إلا بنكران الذات وبأن نعرف الحق أحق أن يتبع.

 

- ولا تكنزوا الذهب والفضة؛ أيها المبارك الممجد المملوء نوراً لا يخبو، يا من جعلت الذهب الفضة سبباً واختباراً مستمراً لنا نحن بني آدم، نحن البشر لنعرف مدى ايماننا ونمسك بأردان الفضيلة... لكن هيهات هيهات. ترى لماذا لا نهتم بالحديد والخشب! لماذا لم يهب الخالق المبدع، الألمنيوم والكلس، تلك المنزلة الرفيعة التي أعطاها للذهب والماس والفضة؟ أن الخالق العظيم المبدع للجمال قد زرع المعرفة في عقل آدم مبارك اسمه، ليحب كل ما هو جميل ليبدع فيه ما شاء له الابداع ومع هذا الخلق المتميز، أوصانا العزيز القدير ألا نكنز الذهب هذا المعدن البراق الذي يخلب العقول قبل العيون، وتقاتلت لأجل الحصول عليه أمم غبرت وعبرت التاريخ وأمم ما زالت تتقاتل لأجل الحصول عليه، كأن سحر الشيطان قد حل به وعجن مع سبائكه فصار رمزاً للجمال ورمزاً للشر ورمزاً من رموز الثراء والبخل والرفاهية والعوز والفقر.

- سبحانك اللهم من قادر مقتدر، غني مغني، عارف بالخفايا والنوايا. الدنيا زائلة ومقتنياتها باطلة كم بعنا واشترينا وكم باع واشترى آباؤنا وقبلهن آباؤهم وأجدادهم وتوارثنا ما ترك الآباء فزاد بعضنا تلك الثروة أو أـضاعها وبذا المنزلة والجاه فلقد أصبح البشر يقيمون من أموال لا بما يحملون في الأبدان!

 

- لكن الحياة مازالت وستبقى مستمرة لا تتوقف ولن تتوقف تلك الرحلة العجيبة للإنسان إلا إذا أمر الدّيان الأكبر وعندها ستكون الساعة التي يتوقف فيها كل شيء سوى العقاب والثواب. أيمكن لنا أن نتساءل : ترى هل ورث أحدهم وبقى إرثه خالداً؟ نحن زائلون وغير الكفن لا يكون، وغير تلك الحجارة التي تسد الأفواه والعيون لن نحوز، لن نأخذ في رحلتنا الطويلة الشاقة لذلك العالم المجهول والسرمدي الذي وعدنا به خالق الخلق العظيم غير أعمالنا وما جنت أيدينا، فلمن هذه المشاحنات وتلك المغالطات وذلك التباهي، لماذا لا نزكي أنفسنا وأموالنا فنعطي حق الرب وحق العباد!، ونحن يقيناً راسخاً أننا لن نأخذ من هذه الفانية سوى حسناتنا أن وجدت وخطايانا وإن كثرت لا نأخذ سوى نقائصنا وفضائلنا وتعود نسمة الحياة إلى بارئها الخالق الأوحد ومباركها، أما نحن فتراب يعود إلى تراب.

 

- (لا تسجدوا للشيطان ولا تعبدوا الأصنام والأوثان)، يا ملك ومالك الأكوان جميعاً يا رافع البنيان من غير عمد، يا ربي: هل كتبت نحن بني البشر الإختبار باستمرار؟ هل وضعت لنا البيض والأسود لترى كيف نميز بينهما؟ وأوجدت الخير والشر؛ لماذا خلقت الملائكة والشياطين؟ الأنس والجان! لماذا؟ سؤال ليس لي ولا لغيري حق الإجابة عنه أو حتى التفكير به؛ نحن بشر مخلوقين وأنت الخالق الأوحد فلن نعرف سراً أنت واضعه و لأنك العليم البصير فبك نستعيذ واليك ونعود، خلقت الشيطان وهيأت له من سبل الغواية أساليب لا نقوى عليها أو التفكير بها، لكن بالإيمان وبالإيمان وحده ينهزم الشيطان وأصنامه وأزلامه وأوثانه تلك التي أحلها الموسوس الرجيم في العقول المريضة وأمرها أن تعبدها وتمتثل لأمره فكانوا لشيطان عبيداً ولأمره خاضعين.

 

- لنصن أنفسنا وذواتنا بالإيمان بأن الحي العظيم واحد أحد وأن الحي الأزلي ينصر من ينصره؛ فنكون بعيدين عما توعنا به ملك الأنوار السامي بأن نكون وقوداً دائماً لتلك النار الآكلة، والتي ما انفكت فاتحة فاهها إلى خطاء مسيء، ربنا اجعلنا بهداية نورك ترى نور طريق الحق لنتعبه وارفع عن أعيننا غشاوة الذهب الزائفة البراقة لنجد مواضع أقدامنا نحو العلا، وارفع عن أفواهنا البكم لنلهج ونسبح مجدك ليل نهار، صن قلوبنا وازرع فيها الحب والتسامح وانزع منها يا مبارك شوك الكراهية والخبث والحقد، وتقبل دعواتنا وأنزل رحمتك لتهدأ نفوسنا فنحن إلى السكينة أحوج وبها نعبر بحر الظلمات إلى أرض النور والسناء وسيغمر الضياء ذواتنا ويطهرها مما علق بها من أدران هذه الفانية المخلوقة من الدم والمرارة.

 

- أيها الرؤوف الرحيم الرحوم انزع من قلوبنا القسوة وازرع الرحمة، اقلع الحقد وازرع الحب فبدون الحب لن نكون بشراً وبدون الرحمة لن تهدأ سرائرنا، يا غافر الخطايا وعارف المنايا، اغفر خطايانا وأجل منايانا وبارك خطانا، أيها الحق المبين ثبت أقدامنا لنسر بها نحوك بخطى ثابتة واثقة، أيها المبارك في ملكه وملوكته بارك العراق وأهل العراق ليكونوا إخوة متحابين متآخين. إنك على كل شيء قدير.(( والحي الأزلي مزكي لجميع الأعمال والنيات)).

 

نصوص من كنزا ربا ( الكتاب العظيم )عند الصابئة

كتابة دينية مندائية

 

- من المتعارف عليه أن اللغة السومرية هي أساس لغة الرافدين ثم تأتي بعد ذلك اللغة الأكادية بعبقرية تكاملها لتكون اللغة الأم لما أصبح تقسيماً شائعاً تحت تسمية اللغات السامية من قبل الباحث الألماني" شولتسر" في نهاية القرن 18 م. وتأتي اللغة الآرامية لتكمل البناء اللغوي في لغة وادي الرافدين.

- ومنها تفرعت لغات شعوب المنطقة وتعدت إلى أصقاع عديدة استخداماً وتأثيراً. ولأن المندائيين مكون أساسي من مكونات شعب وادي الرافدين، وبحكم حجم وجددهم وغنى تراثهم فقد اختصوا بلغة خاصة هي اللغة يعدها علماء اللغات والمعنيون الفرع النقي الخالص للغة الآرامية الشرقية لعدم تأثرها بمفردات اللغة العبرية اللغة العبرية كما في اللهجات اليهودية، ولا بالإغريقية كما في اللهجات النصرانية.

- كما طوروا أبجدية خاصة بهم أيضاً غير متأثرة برسوم الأبجديات المتوارثة الأخرى. لذا يرى عالم اللغات " كارل بروكلمان" بأنها تمثل الأصوات الحقيقية للغة تمثيلاً صادقاً. ولأن بيئة المندائيين المعهودة هي وسط وجنوب العراق فإن تداول هذه اللغة كان هو الشائع إلى حد سك نقود مملكة ميسان بها.

مواضيع ذات صلة

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (0)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..