لفلي سمايل

محمد (الأول) بن عبد الرحمن

تاريخ الإضافة : 28-2-1433 هـ

الباب الثاني: الدولة الأموية في الأندلس

 

الفصل الثاني: عهد الأمراء الأمويين

 

رابعاً: محمد (الأول) بن عبد الرحمن

 

* عام 238هـ - 853 م دب الوهن، وظهر الضعف في ابتداء حكم محمد بن عبد الرحمن الأوسط الذي جلس على كرسي الحكم عام 238هـ ، وما يكاد يستقر على الجلوس حتى أعلن حاكم "سرقسطة" في الشمال انفصاله عن إمارة الأندلس، واستقل بمنطقة الشمال دولة.

 

محمد (الأول) بن عبد الرحمن

درهم الإمارة الأموية ، محمد الأول

 

- وتبعه في الغرب حاكم جديد يدعى "عبد الرحمن الجيليقي" فانفصل بمدينة "بطليوس" ثم ضم إلى حكمه عاصمة الغرب مدينة "ماردة".

- وطمع أهل الرغائب في وسط الأندلس في "طليطلة"، لكن جيشاً أرسله الأمير محمد أخضع ثورتهم، وبقيت النفوس تغلي خمس سنوات إلى عام 244هـ حتى تمكن أن يوطد الحكم فيها وأرسل رجلاً من بني ذي النون يدعى إسماعيل والياً عليها، وما أن وصل هذا الرجل حتى أعلن انفصاله عن إمارة الأندلس، فأسس دولة ذي النون.

- وظهرت بداية دول الطوائف في الأندلس في هذه الفترة، وهذه التسمية واضحة المدلول في وصف حالتها، وكانت في فترتين:

1- الأولى: بدأت في عهد محمد بن عبد الرحمن الأوسط وكانت قليلة العدد كما ذكرنا.

2- الثانية: ظهرت أواخر عهد الأندلس فقد وصلت أعدادها إلى اثنتين وعشرين دويلة!.

 

محمد (الأول) بن عبد الرحمن

جيش الأمير محمد بن عبد الرحمن يخضع طليطة ويحصن قلعتها.

 

- ظهر في بدابة حكم الأمير محمد انفصال في الشمال، وتبعه انفصال في الغرب، وكان الانفصال الثالث في الوسط في طليطلة.

 

* عام 245هـ - 859 م النورمان من جديد:

- كانت هذه الفترة أجمل وقت مناسب للنورمان الذين أعادوا الكرة بثمانين مركباً، فأبحروا عبر خط طويل ملتفين حول الأندلس ليقتحموها من الجزيرة الخضراء، وذلك في سنة 254هـ، فأحرقوا المسجد الذي كان قد أرساه موسى بن نصير "مسجد الرايات" ثم التفوا إلى شمال الأندلس ثم رجعوا فأعادوا الهجوم على النصارى، واقتحموا عاصمة مملكة "نافار" ودحروا جيشها وأسروا ملكها "غرسيه" الذي افتدى نفسه منهم بسبعين ألف دينار.

- وعاث النورمان فساداً في الأماكن التي مروا بها، إلى أن تهيأ للأمير أن يجهز جيشاً يهزمهم، وحطم المسلمون من مراكبهم أربعين مركباً، وقتلوا كثيراً من جنودهم، وردّهم الله خائبين، لأن الأندلسيين كانوا قد استفادوا من هجومهم الأول فـأنشأوا سفناً حربية لحماية شواطئهم، فلم يستطع النورمان هذه المرة أن يفعلوا شيئاً كما فعلوا في المرة الأولى.

- لكنهم أعادوا الكرة بعد سنتين من هذا الهجوم، ففي عام 247هـ ظهرت من مراكبهم ستون مركباً قبالة الشواطئ الأندلسية فأمر الأمير محمد عمال السواحل بالاحتراس والتيقظ ، فتمكنوا من تحطيم أربعة عشر مركباً، بينما لاذت المراكب الباقية بالفرار.

 

محمد (الأول) بن عبد الرحمن

النورمان يبدؤون بالنزول على شواطئ الأندلس.

 

- زاد هجوم النورمان ضعف الأمارة الأندلسية الواهن، بالإضافة إلى بدايات الصراع من أجل الحكم على مدينة أو منطقة.

 

* عام 249هـ - 863 م النزاع بين النصارى في الشمال:

- لم يكن النزاع من أجل الحكم بين الدويلات الإسلامية "الطوائف" فحسب، فقد امتد لهيب التنازع إلى ممالك النصارى، ففي عام 249هـ حدثت الحرب بين مملكة "نافار" وعاصمتها "بنبلونة"، ومملكة "ليون"، فانتصر النافاريون انتصاراً كاسحاً على جيش مملكة ليون، ولكنهم ما استطاعوا أن يسقطوا العاصمة "ليون" بأيديهم.

- وما زال الوضع في الشمال على دولتين "مملكتين" لنصارى الإسبان.

1- مملكة نافار وملكها "غرسيه"، وقد بسط سلطته على حساب المملكة النصرانية الأخرى، ويعتبر هذا من أشهر مؤسسي هذه المملكة في منطقة الشمال الغربي للأندلس.

2- مملكة "ليون" وقد حكمها في هذه الفترة ملك قوي شديد البأس هو "ألفونسو الثالث" تمكن من توسيع مملكته وأوصل حدودها إلى جبال البيرينية وعبر نهر "دويرة" بعده حملات حالفه فيها النجاح.

 

- أما المسلمون فما زالت الثورات والانقسامات تهز الإمارة الأندلسية، ومن أشهر هذه الثورات:

 

محمد (الأول) بن عبد الرحمن

قتال النصارى فيما بينهم

 

* عام 264هـ - 878 م ثورة عمر بن حفصون الخطيرة:

- ظهر على مسرح الأحداث في عام 264هـ رجل خطير في جنوب الأندلس بمنطقة "رنده" يدعى ابن حفصون أصله من المولدين، بدأ عمله بقطع الطرق، فاجتمع حوله قطاع الطرق والسراق والباحثون عن الأموال والفوضى، وتجمع حوله أناس أغلبهم من المولدين لحاجات في أنفسهم ..

- يصفه ابن حيان: إنه إمام الثائرين وقدوتهم، وهو أعلاهم ذكراً في الباطل، وأضخمهم بصيرة في الخلاف، وأشدهم سلطاناً وأعظمهم كيداً، وأبعدهم قوة.

- بدأ يقطع الطرق في الجبال بأربعين رجلاً، ثم نزل إلى السهول واحتل مدينة "بربشتر" وجعلها قاعدة له ولعصابته، وكانت ثورته قريبة من العاصمة، لذلك خُشي من سطوته، ولم يتمكن حاكم "ريّة" وقائد منطقة الجنوب من إخضاع ابن حفصون، بل هزمه هذا الأخير، فأتبعه محمد بن عبد الرحمن الأوسط بجيش آخر هزُم أيضاً، وتلاه جيش تلو جيش يهزمهم ابن حفصون الواحد بعد الآخر.

- إلى أن أرسل جيشاً بقيادة ابنه المنذر الذي استطاع أن يحاصر "ابن حمدون" - حليف ابن حفصون - في حصن "الحامة"، هبَّ ابن حفصون لنصرة حليفة المحصور في الحامة، حيث سنحت الفرصة للمنذر بن محمد أن يلتقي به خارج الحصون فانتصر عليه وقتل رجاله، وهرب ابن حفصون بعد أن جرُح جرحاً بليغاً إلى حصن الحامة يحتمي به، فشددّ عليه المنذر الحصار حتى كاد ينهي تمرده لولا قدوم الأخبار بوفاة والده، ففكّ الحصار وعاد إلى قرطبة ليتولى الإمارة، فسلم ابن حفصون - لأمر يريده الله سبحانه وتعالى.

 

- مات محمد بن عبد الرحمن الأوسط في عام 273هـ بعد أن استمرت إمارته 34 أربعا وثلاثين سنة من عام 238- 273هـ.

 

محمد (الأول) بن عبد الرحمن

بقايا كنيسة أمر ابن حفصون ببنائها خارج مقره وكانت محفورة بكاملها في الصخر حيث ورد في بعض الروايات أنه دخل في النصرانية.

مواضيع ذات صلة

عبد الرحمن بن الحكم (الأوسط) الأندلس التاريخ المصور عبد الرحمن بن الحكم (الأوسط)
مدخل إلى الفتوحات الإسلامية الأندلس التاريخ المصور مدخل إلى الفتوحات الإسلامية

إضف تعليقك

فضلا اكتب ماتراه فى الصورة

تعليقات الزوار (0)

ملاحظة للأخوة الزوار : التعليقات لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع لفلي سمايل أو منتسبيه، إنما تعبر عن رأي الزائر وبهذا نخلي أي مسؤولية عن الموقع..